الـهُـروبُ الكَـبـير
في بلادنا انقلبت الآية وأصبح الأزواج عبيدا مملوكين لزوجاتهم، ولا تجد الزوجةُ ذاتها إلا في التنكيد على مسكينها والتفنن في تنغيص حياته، وكأنها بذلك تنتقم لجداتها اللاتي لم يكن لهنّ أي وزن في بيوت أزواجهن.
ولا أريد هنا أن أغوصَ في لُجج سخافة وسماجة الزوجة العمانية التي لا ترحم ولا تسمح لرحمة ربها بالحلول؛ وأعني بذلك: لا هي مُشبعة لزوجها جنسيا، ولا هي تطلق عنانه ليشبع جوعه بعيدا عنها، المسألة وما فيها احتكار محض.
وأشد ما تخشاه الزوجة سفر زوجها إلى جنة الرجل الأعزب – سقاها السيل- فتعمل المستحيل لمنعه عن السفر.
هنا؛ -ولأن الحاجة أمّ الاختراع- فإن الرجل المغلوب على أمره يتفنن في الكذب والمداراة عن وجهته الحقيقية، وفي أغلب الأحيان تفلح الزوجة في كشف كذبة زوجها فتنهال عليه تقريعا وتنكيدا وعويلا.
سؤالي لك –قارئي- هل تنوي حقا السفر قريبا إلى بتايا – سقاها السيل-؟
إذن فاستعد للحظة الهروب الكبير حيث سأقدم لك بعض التجارب والتمويهات الناجحة لخداع الزوجة فرارا من نكدها إلى عالم جميل بدون زوجات.
- تَعمَدُ معظم الزوجات إلى التحقق من جوازات سفر أزواجهن للتأكد من حقيقة وجهتهم.. لا عليك؛ فكل ما عليك فعله هو الادّعاء بأن جهة عملك –وبسبب حساسية وظيفتك- قررت سحب جوازات سفر موظفيها، وأنها لا تسمح لهم بالسفر إلا بإذن خاص، حيث يستلم الموظف جوازه من المطار ويسلمه بعد عودته في المطار؛ هكذا تضمن بقاء جوازك بعيدا عن أعين المتطفلين.
- إن كانت الحيلة السابقة لا تجدي معك كونك تعمل في جهة عادية لا خطر بها، فاعمد إلى إخفاء جوازك قبل سفرك بمدة, وعند عودتك احرص على إخفائه عنها وازعم أمام زوجتك بأن سُلطات المطار ولسبب غير معروف صادرت جوازك مع الطلب إليك براجعة إدارة الجوازات بعد أسبوعين؛ ويمكن أن تزعم أن بالجواز خطأ ما، أو لأنك وأنت في الطائرة انكب بعض الشراب على الجواز مما أفسد بعض البيانات؛ بالطبع لا تنس أن توسخ قميصك قليلا؛ هكذا تكون قد تجاوزت أخطر العقبات في طريقك إلى جنتك الموعودة.
- تشكل الاتصالات الحديثة فضيحة مدوية، حيث يظهر الجهاز رقم فتح الخط الخاص بالبلد الذي أنت فيه، ولتجاوز هذه العقبة ما عليك إلا غلق هاتفك والاتصال من أي مقهى إنترنت حيث أن الاتصال عبر الإنترنت آمن تماما ولن يظهر أي رقم في جهاز زوجتك عندما تتصل.
- إن كنت قد أشعت أنك مسافر للصين –مثلا- في رحلة عمل، فهذا الحل مثالي لك تماما.
- أنت لست من أرباب العمل، ولن تصدق زوجتك خدعة الصين السابقة، لا عليك، فلا تزال الجعبة حافلة بالحيل؛ ادّعِ بأنك ذاهب في دورة عمل إلى البحرين، واحجز تذكرتك عبر طيران الخليج: مسقط – المنامة – المنامة – بانكوك. وكذلك العودة، واحرص على أن تقلك زوجتك إلى المطار ليطمئن قلبها حين تراك واقفا على كاونتر رحلة طيران الخليج المتجهة إلى المنامة؛ وكذلك عند العودة فإن من سيستقبلك في المطار سيستقبل الرحلة القادمة من المنامة؛ في مطار المنامة اشتر بطاقة sim card من أحد مكاتب شركات الاتصالات، وعبئها برصيد كافٍ؛ ثم اتصل بالحرمة من على شاطيء بتايا –سقاها السيل- وأنت تستمتع بزجاجة بيرة باررردة، ولن يظهر في جهازها سوى رقم فتح خط البحرين، ولن يخطر ببالها أبدا أنك هناك في الجنة
تضحك ملء أشداقك.
- إن كانت البحرين لا تناسبك فاختر غيرها من دول الخليج فكلها تفي بالغرض.
مع خالص تمنياتي لكم بهروب جماعي ناجح.